....حروب بعد حرب
...... و انتهى العدوان على غزة و لكن السؤال الذي لا يزال مطروحا هل انتهت معانات غزة حقا ؟؟ لربما الإجابة تظهر جلية بلا .فحصار الكيان الصهيوني الخانق على أهلها لا يزال قائما حتى اللحظة لتأتي مصر اليوم و تعلن عن غلها ثانيتا لمعبر رفح و بشكل كامل هذه المرة و كأنها تصر أن تكون طرفا في معانات غزة . و كأن غزة محكوم عليها بالموت إلى الأبد فإما موت سريع بقصف و قنابل أم موت بطيء بحصار و جوع , خيارين كل منهما أكثر مرارتا من الأخر فأين المفر يا غزة ,حتى العالم الحر الذي انتفض عند العدوان بالقنابل يتوقف الآن ليتفرج على موت غزة البطيء ألا يدري أحرار العالم أن الحصار بمثابة حرب أخرى قد تكون أكثر قساوتا من الحرب المعلنة ألا يدري العالم أن لا كلام عن أعمار غزة ما دامت الحرب قائمة ألا يدرون أن غزة الآن لا تحتاج لإعمار ما دامت طائرات الكيان تحوم فوقها تنتظر أي برج جديد لتقصفه ألا يدرون أن أهل غزة يحتاجون لمقومات دفاعهم عن نفسهم قبل مقومات الرفاهية و العيش .
لكن و حتى ذلك الإعمار المزعوم الذي تتحدث عنه بعض الحكومات العربية و العالمية لا تزال تدور حوله إشكالية ضخمة. من يحق له الإشراف على الإعمار؟ فالحكومة المزعومة في رام الله تنادي بحقها في إعمار غزة بل و تتشبث به و تساندها في ذلك كل مثيلاتها من الحكومات العميلة .....أي حق هذا؟ بعد كل ما بدر منها أثناء و قبل العدوان و بعد تخليها عن غزة و قمعها للمسيرات و المظاهرات المناوئة للعدوان بالضفة المحتلة. أليست المقامة التي دافعت عن غزة وقت الشدة أحق بالإشراف على إعمار ها أليست الحكومة الشرعية في غزة اعلم بما يحتاجه أهل القطاع كما يقال{ أهل مكة أدرى بشعابها}.و لقد أجابت عن هذا السؤال قناة الجزيرة فبعد استفتاء عالمي طرحت فيه نفس السؤال أجاب 90.7 بالمائة أن الحكومة الشرعية أحق بإعمار غزة .
و لكن كيف ؟؟ كيف يتحقق هذا المبتغى في ظل حصار خانق عل غزة و معها حكومتها الشرعية احد المشاركين فيه هو من طرح فكرة الإعمار و هو من سيتكفل بجمع التبرعات من الدول العربية بصفة القاهرة مركز الجامعة العربية المزعومة و كان الإعمار أتى كسبيل فقط لدخول الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس لغزة على شاحنات الإعمار و خلاطات الاسمنت .
...... و تظهر حرب أخرى ضد غزة كان غزة تحتاج لمزيد من الجراح فقد ناد الغرب الآن بإيقاف تهريب السلاح إلى غزة ..{غزة الصغيرة} و تطوعت بلدان كبرى لمراقبة الطرق البحرية المؤدية إليها و لربما أولها فرنسا بقيادة رئيسها اليهودي الأصل السيد ساكوزي الذي لم ينسى أصله على ما يبدو, بالاظافة إلى مراقبة كل المعابر إلى غزة على رأسها معبر رفح بين القطاع و مصر و قصفهم و ردمهم{ بمساعدة مصر طبعا} لما يسمونه بأنفاق تهريب السلاح لأنهم يطلقون على ما يبدو تسمية أسلحة على الأغذية و الأدوية التي تمر من تلك الأنفاق في ظل الحصار و كأن غزة هذه أعظم دولة في العالم و هي تهدد أمن الكيان الصهيوني الضعيف و يجب أن تتعاون جميع الدول القوية لمحاصرة هذه القوة العظمى و كأنهم نسو أن القطاع منطقة اصغر من صغيرة محاصرة منذ أكثر من ثلاث سنوات أهلها شبه عزل و مقاوموها مجندون بأسلحة مصنوعة محليا يستعملونها فقط للرد على خروقات العدو و أن الكيان الصهيوني يصنف كرابع قوة عسكرية في العالم .
فأي مفارقة هذه ؟ .........